ختام ورشة عمل جدة عن "التدابير الوقائية لحماية المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية في أثناء النزاعات المسلحة"

ختام ورشة عمل جدة عن "التدابير الوقائية لحماية المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية في أثناء النزاعات المسلحة"

اختتمت ورشة عمل بعنوان "التدابير الوقائية لحماية المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية في أثناء النزاعات المسلحة"، نفذتها هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة جدة في المدة من 9إلى 11 سبتمبر 2024م، بالتعاون مع اللجنة الدائمة للقانون الدولي الإنساني، والبعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمشاركة عدة جمعيات وطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في الدول العربية.

وأكد الأمير عبد الله بن فيصل عبد الرحمن، مدير إدارة التعاون الدولي بهيئة الهلال الأحمر السعودي، التزام الهيئة واللجنة الدائمة مع الشريك الإستراتيجي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعمل معًا في نشر ثقافة القانون الدولي الإنساني، وحماية العاملين في المجال الإنساني ومقدمي الخدمات الصحية في أثناء النزاعات المسلحة.

بدوره رحب أمين عام اللجنة الدائمة للقانون الدولي الإنساني، المستشار الدكتور عبد الله بن مدرك الرويلي، بعموم المشاركين في ورشة العمل والحضور، مؤكدًا أن المملكة  انطلاقًا من قيمها الراسخة في حماية الإنسان والتزاماتها التعاقدية الدولية تبذل جهودًا كبيرة لترسيخ القانون الدولي الإنساني، وتتزايد تلك الجهود عبر اللجنة  الدائمة للقانون الدولي الإنساني  في ظل ما يواجه القانون الدولي الإنساني من تحديات كبيرة في أثناء النزاعات المسلحة، وذلك أمر مفهوم بحكم أن هذا القانون جاء لتحقيق التوازن بين المتطلبات العسكرية للدول خلال الحروب وحماية الأشخاص غير المشاركين في القتال.

وقال المستشار الرويلي إن اللجنة الدائمة للقانون الدولي الإنساني بالتعاون مع شريكها الإستراتيجي هيئة الهلال الأحمر السعودي، دأبت على العمل بجهد مضنٍ بالتعاون مع مختلف الشركاء الإنسانيين للعمل معًا على احترام وتطبيق القانون الدولي الإنساني محليًا ودوليًا حماية للإنسان وصونًا لكرامته.

 

وأكد على أن اللجنة وهيئة الهلال الأحمر السعودي والشريك الإستراتيجي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يسعون جميعًا ويعملون معًا على تقديم كل الدعم اللازم لحماية المدنيين في أثناء النزاعات المسلحة في العديد من المناطق بما يلزم تلبية متطلبات المتضررين في مناطق النزاع المسلح كافة، كل حسب اختصاصه ومجال عمله، وقال: "لا يخفى على أحد أن انتشار الخلافات في أنحاء العالم في الوقت الحالي أفرز حروبًا ونزاعات مسلحة وتحديات جسيمة أمام وصول المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية التي تصل للمتضررين من تلك النزاعات، وكان ذلك نتاجًا لعدم احترام القانون الدولي الإنساني وعدم الوعي بدور المساعدين الإنسانيين في أثناء الحروب، وذلك الواقع يلزم بضرورة التوعية الدائمة بالتدابير الوقائية لحماية المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية والعاملين الإنسانيين في أثناء النزاعات المسلحة، ولذلك وضع المجتمع الدولي على قائمة أولوياته تفعيل العديد من الآليات التي تساهم في ضمان احترام العمليات الإنسانية وحمايتها وتسهيل وصولها سواء من خلال تفعيل القانون الدولي الإنساني، أو وضع أطر ونظم خاصة لحماية المساعدات الإنسانية وضمان وصولها للمتضررين وتفعيل آليات للمحاسبة، والتزامًا بالمسؤولية الوطنية والدولية وتعزيزًا لحقوق وكرامة الإنسان فإن اللجنة تقيم هذه الأنشطة مع شركائها بهدف تبادل الخبرات والمعارف، ونقل تلك المعرفة لتعزيز الوعي، وكانت مشاركة المختصين في الدول العربية إضافة مهمة في هذا الجانب.

 

كما أشاد أمين عام اللجنة الدائمة للقانون الدولي الإنساني، بمواقف قيادة المملكة العربية السعودية ومبادراتها في تقديم المساعدات الإنسانية والطبية للعديد من المتضررين جراء النزاعات المسلحة في كثير من الدول دون تمييز ضمن جهودها الإنسانية والدولية للاحتواء والتخفيف من آثار النزاعات التي تؤرق العديد من مناطق العالم ودوله.

وأشار الرويلي إلى أن اللجنة تحتفل مع العالم بمرور 75 عامًا على صدور اتفاقيات جنيف التي تعد مرجعًا دوليًا أسهم في الحد من ويلات الحروب وسلبياتها، وتتماشى مبادئ تلك الاتفاقيات مع المبادئ الإسلامية الإنسانية التي هي ديدن المملكة منذ تأسيسها حيث فطنت المملكة إلى أهمية القانون الدولي الإنساني فحرصت على الانضمام إلى اتفاقياته في وقت مبكر وعملت على تطبيقه والالتزام به.

التزام العمليات العسكرية السعودية

بدوره أكد العميد المستشار القانوني في القوات الجوية السعودية، منصور بن سلطان السبيعي، أن عشرات العمليات العسكرية السعودية التي كان يمكن لها أن تحقق مكاسب كبيرة وأهدافًا إستراتيجية مهمة تم إلغاؤها في آخر اللحظات لأسباب إنسانية بحتة، وللالتزام التام بالقانون الدولي الإنساني منذ انطلاق عاصفة الحزم وبداية العمليات العسكرية لإعادة الشرعية في اليمن والتصدي لخطر الحوثيين وبقية الجماعات الإرهابية في اليمن.

وقال العميد منصور السبيعي على هامش ورشة العمل: إن الالتزام الكبير الذي عرف به الجنود والطيارون السعوديون تجاه القوانين والاتفاقيات الدولية التي تنظم السلوك الإنساني وتحدد قواعد النزاعات لا ينفي وقوع بعض الأخطاء المحدودة جدًا، ولكن يحسب للطيارين والجنود السعوديين حرصهم الكبير على الالتزام بالقوانين الإنسانية والعدول عن عمليات مهمة في آخر اللحظات رغبة في حماية الأشخاص المدنيين وغير المقاتلين والعاملين الإنسانيين والأطقم الطبية والمساعدات الإنسانية في مناطق العمليات العسكرية.

وشملت ورشة "التدابير الوقائية لحماية المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية في أثناء النزاعات المسلحة" التي تهدف إلى توعية وتثقيف الهيئات والجمعيات الوطنية لتطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني في أثناء الإعداد والتخطيط والتنفيذ للعمليات الإنسانية والمراقبة القانونية لها، ومعرفة التحديات التي تواجه المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية في أثناء النزاعات المسلحة وأخذ التدابير الوقائية اللازمة لها، محاور متعددة، من بينها حقوق وواجبات العاملين في مجال الرعاية الصحية والإنسانية في أثناء النزاعات المسلحة، والتدابير الوقائية لحماية الأعمال الإنسانية في مناطق العمليات العسكرية (قواعد الاشتباك والاستهداف) ، والتجربة الدولية لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق النزاعات المسلحة، بالإضافة إلى حماية شارات المنظمات الإنسانية في النزاعات المسلحة، والمسؤولية الجنائية وآلية المحاسبة للانتهاكات ضد الطواقم الصحية والإعلامية والإنسانية أثناء النزاعات المسلحة.

 

واستعرضت الورشة، أفضل الممارسات لحماية الخدمات الصحية في مناطق العمليات العسكرية، وإستراتيجية إعادة الروابط العائلية في أثناء النزاعات المسلحة وخطة التنفيذ، إلى جانب التطبيق العملي لإعادة الروابط العائلية تجربة الروابط العائلية "التجربة الوطنية" التنسيق المدني -العسكري لحماية العاملين الإنسانيين والأطقم الصحية والمساعدات الإنسانية في مناطق النزاع المسلح، ودور القيادات الإستراتيجية الوطنية في توفير الحماية القانونية للأعمال الإنسانية في مناطق النزاعات المسلحة.

وشهدت ورشة العمل العديد من المحاضرات القيمة شارك فيها عدد من المختصين الدوليين والمحليين، كالدكتور فوزي أو صديق، رئيس المنتدى الإسلامي والقانون الدولي الإنساني بمنظمة التعاون الإسلامي، والعميد المستشار القانوني، منصور بن سلطان السبيعي، “وزارة الدفاع ـ القوات الجوية”، والدكتور معز بن خليفة الهذلي، عضو اللجنة الدولية للصليب الأحمر ـ البعثة الإقليمية في الكويت، والأستاذ الدكتور أحمد سعد الدين إشراقية، الخبير والمدرب المعتمد في القانون الدولي الإنساني، والدكتور عادل عبده عريشي، رئيس فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي بجازان، والدكتور مساعد بن راشد العنزي، عضو جمعية الهلال الأحمر الكويتي، والأستاذ بندر بن ناصر الشهري، من هيئة الهلال الأحمر السعودي، فرع مكة المكرمة.

يشارك