ما الشبكة الإلكترونية للّجان الوطنية والهيئات المماثلة المعنية بالقانون الدولي الإنساني؟

تسعى اللجنة الدولية للصليب الأحمر «اللجنة الدولية» من خلال وحدتها للخدمات الاستشارية في مجال القانون الدولي الإنساني «اللجان الوطنية للقانون الدولي الإنساني»، إلى تأكيد أهمية التحاور وتبادل الرؤى والأفكار، ووفقًا لذلك، دعا ممثلو العديد من هذه اللجان إلى ضرورة إنشاء منصة إلكترونية لتيسير الحوار فيما بينهم، وكرّر المشاركون في الاجتماع العالمي الذي عقد في 2016م نداءهم بتحقيق هذا المطلب.
واستجابة لهذه الدعوات، أطلقت وحدة الخدمات الاستشارية في مجال القانون الدولي الإنساني التابعة للجنة الدولية، الشبكةَ الإلكترونية تزامنًا مع اعتماد القرار الأول للمؤتمر الدولي الـ 33 للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي عُقد في ديسمبر 2019م، والمعنون بـ«إدماج القانون الدولي الإنساني وطنيًّا: خريطة طريق لتحسين تنفيذ القانون الدولي الإنساني على الصعيد الوطني».
وتهدف الشبكة -التي هي أداة تفاعلية عبر الإنترنت- إلى تيسير تبادل الآراء والتعاون على مستوى النظراء فيما بين اللجان الوطنية للقانون الدولي الإنساني، وتعد الأداة الوحيدة التي تتيح التحاور المباشر والمنتظم عبر الإنترنت بين اللجان الوطنية للقانون الدولي الإنساني على المستوى العالمي.
كما تهدف إلى توفير الوقت والجهد اللذين ينفقان عادة في فعاليات التواصل ذات الطابع الرسمي، كذلك سد الفجوة بين الاجتماعات العالمية التي تعقد عادة كل أربع سنوات؛ إذ لا تتاح لكثير من اللجان فرصة التواصل مع نظرائها من أجزاء أخرى من العالم في الفترات الفاصلة بين الاجتماعات.
ومع أن هناك منتديات إقليمية مماثلة للتواصل والتعاون بين هذه اللجان، فإن الشبكة تشكل منبرًا لتيسير تبادل الآراء والأفكار يتجاوز الحدود الوطنية والإقليمية؛ لكونها مجموعة خاصة تديرها وتسيّر شؤونها اللجنة الدولية، وتعمل هذه الشبكة بنظام وصول مؤمّن، وتحميها تدابير حماية تقنية ملائمة، وتدابير محكمة لتأمين المعلومات؛ لمنع الوصول غير المصرح به، والحيلولة دون اختراق البيانات، وتقتصر عضويتها على اللجان الوطنية للقانون الدولي الإنساني والمستشارين القانونيين في اللجنة الدولية.

حيز تفاعلي ديناميكي
كانت الفكرة وراء إنشاء الشبكة هي تهيئة حيز تفاعلي ديناميكي ومتحرر من القيود الرسمية لتبادل الآراء والأفكار بين اللجان الوطنية للقانون الدولي الإنساني، يشجعها على المشاركة في مناقشات وحوارات في أجواء يسودها الانفتاح والتفاعل المباشر.
وبوصفها «شبكة» فهي تتكون من مجتمع قوامه «مجموعة من الأشخاص الذين بينهم أوجه شبه بشكل ما»، ويجمعهم «شعور بوجود سمات أو اهتمامات معينة مشتركة» أو «شعور بالرغبة في تشارك أشياء أفراد المجموعة والانتماء إليها».
والغرض من الشبكة هو تقوية أواصر العلاقات بين اللجان الوطنية للقانون الدولي الإنساني، وتغذية حس التآزر والانتماء فيما بينها؛ لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في دعم عملها، وتعزيز احترام القانون الدولي الإنساني في أنحاء العالم.
وترحب الشبكة الإلكترونية وتشجع جميع اللجان الوطنية والهيئات المماثلة المعنية بالقانون الدولي الإنساني على الانضـمام إليها.
يذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، منظمة غير متحيزة ومحايدة ومستقلة، تؤدي مهمة إنسانية بحتة تتمثل في حماية أرواح وكرامة ضحايا النزاعات المسلحة وغيرها من حالات العنف، وتقديم المساعدة لهم، وهي تبذل كل الجهود الممكنة لتفادي المعاناة بنشر أحكام القانون الإنساني والمبادئ الإنسانية العالمية وتعزيزها، وأنشئت اللجنة عام 1863م وقد تمخضّت عنها اتفاقيات جنيف والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهي توجه وتنسق الأنشطة الدولية التي تنفذها الحركة في حالات النزاعات المسلحة وغيرها من حالات العنف.
وإذا كنت عضوًا في لجنة وطنية أو هيئة مماثلة لديها استعداد وتبدي رغبة في الانضمام إلى الشبكة الإلكترونية، أو إذا كنت ترغب في الحصول على مزيد من المعلومات، فيرجى مراسلة وحدة الخدمات الاستشارية في مجال القانون الدولي الإنساني باللجنة الدولية: [email protected]